القوات المسلحلة المصرية تسطر ملحمة جديدة و تقهر أسطورة جبل الحلال



لم يعلم راعى «الغنم» من أبناء البادية الذى أطلق على هذه التلال والصخور شاهقة الارتفاع فى بادية سيناء مترامية الأطراف منذ عشرات السنين اسم «جبل الحلال»، أنها ستصبح يومًا ما أسطورة يتحاكى عنها العالم، بعد اكتسابها شهرة واسعة ارتبطت بالأحداث الإرهابية التى تعيشها محافظة شمال سيناء منذ ما يقرب من أربع سنوات تخللت سقوط حكم جماعة الإخوان فى مصر.

وسمى «جبل الحلال» بهذا الاسم نسبة إلى «الأغنام والإبل» التى ترعى حوله وغالبًا ما تقوم «الأغنام» بتسلق هذه التلال العالية للحصول على «العشب» الذى ينبت بين الصخور فى موسم الشتاء نتيجة هطول الأمطار التى تتحول سريعًا إلى سيول تملأ الآبار التى حفرها «البدو» استعدادًا لاستقبال مياه المطر، لتكون بذلك مرعى يتوفر فيه الماء والعشب.

وكلمة «الحلال» تعنى فى قاموس البدو «الغنم والإبل» وهذا سبب تسمية الجبل بهذا الاسم، وهو يمتد لحوالى 60 كم من الشرق إلى الغرب، ويرتفع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر.

يقع جبل الحلال ضمن المنطقة «ج» وهى المنطقة منزوعة السلاح فى اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل ويبعد نحو 90 كيلومترًا عن مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، و60 كيلومتراً عن مركز ومدينة «الحسنة» القريبة من قرية بغداد التى تضم أكبر مصنع للأسمنت فى شمال سيناء.


وبحسب مصادر قبيلة، يقع «جبل الحلال» قبليًا تحت سيطرة قبيلتى «الترابين والتياهة»، وتتكون أجزاء جبل الحلال من سلسلة هضاب وصخور ضخمة ومرتفعات شاهقة وتضاريس يصعب على القوات البرية اقتحامها، حتى إن الضربات الجوية لا تؤثر بشكل قوى فى الجبل لقوة الصخور وصلابتها وهذا ما يعيق القضاء على الإرهاب بشكل سريع.

وقالت المصادر: إن «جبل الحلال» تحول خلال السنوات الأخيرة إلى مأوى للعناصر المتطرفة من جنسيات مختلفة ومن محافظات مصر من المؤمنين بالأفكار المغلوطة، وهو ضمن المناطق التى يقوم الجيش بتنفيذ عمليات عسكرية واستطلاع جوى أو تمشيط برى لكشف أماكن البؤر الإرهابية فى سيناء، و«جبل الحلال» ضمن تلك المناطق الوعرة والمتاخمة مع الحدود الإسرائيلية.

وحسب مصادر قبلية، فإن الإرهابيين يتخذون من «جبل الحلال» مسكنًا لهم يؤون إليه عقب تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد الجيش والشرطة فى شمال سيناء، وبالرغم من بعد المسافة بين المنطقتين «العريش - جبل الحلال»، يرى الإرهابيون أنهم محصنون فى تلك المنطقة الوعرة من أى ضربات للجيش المصرى مهما بلغت قوتها وهذا ضمن أسباب عدم مغادرتهم للجبل.

وقالت المصادر: إن العناصر الإرهابية لا تسلك الطرق المعروفة عند عودتها أو خروجها من «جبل الحلال» فهى تسلك الدروب الصحراوية الوعرة التى يصعب على القوات السير فيها وقد يستخدمون سيارات الدفع الرباعى أو الدراجات النارية فى تحركاتهم ليلًا حتى يكونوا فى مأمن من الضربات الجوية. كما أن الإرهابيين يعتمدون على «جبل الحلال» فى تخزين السلاح والمخدرات والذخائر.

وأضافت المصادر أن طبيعية «جبل الحلال» الجغرافية تسمح للمقيمين عليه بكشف القادم إليهم من خلال المرتفعات العالية التى تتيح رؤية القادم وتحجب عنه فى نفس الوقت رؤية المتخفى خلف الصخور الضخمة، مضيفة أن الإرهاب لا يعرف حدودًا لأوطان ولا يعترف بدين أو قبيلة أو عرف، فهو دائمًا متعطش للدماء لخدمة مصالح دول تنفق مليارات من أجل القضاء على دولة أخرى.

وفى السياق ذاته أشاد خبراء الأمن بالهجوم الذى شنه عناصر القوات المسلحة، معتبرين إياه موفقًا وناجحاً للغاية فى ضرب وكر الإرهابيين والسيطرة على منطقة مهمة وخطيرة يستغلها هؤلاء فى زعزعة الأمن بسيناء.

وأشاروا إلى أن تأخر القوات المسلحة فى الرد على العناصر الإرهابية يعود إلى أنها ليست حرباً بالمعنى المتعارف لدى الكثيرين، ولكنها حرب عصابات تعتمد على تكتيك معين وأسلوب مختلف عن الحروب المباشرة واستطاعت القوات التخطيط لهذا الهجوم بشكل جيد واكتشاف عدة نقاط محورية فى الكشف عن الإرهابيين وهى وجود عناصر أجنبية ومخططات خارجية تعبث بأمان سيناء.
ووصف اللواء أسامة همام وكيل جهاز المخابرات العامة السابق الهجوم على جبل الحلال بالخبطة القوية ضد معاقل الإرهاب بسيناء، وضربه فى مقتل لحرب العصابات التى تختلف جذريًا عن الحروب التقليدية، قائلاً: «الكثيرون مندهشون من طول مدة الحرب فى سيناء وعدم إنجاز القوات المسلحة فيها ولكن هذا أمر طبيعى.

وأشار «همام» إلى أن مساحة جبل الحلال تنحصر فى 60 كيلومتراً مربعاً ومنطقة متوغلة والمغارات بها تصل إلى نحو 15 متراً بما يعادل ارتفاع عمارة سكنية أو أكثر، ولذلك كان يصعب الوصول إليها وعمل الجيش على وضع مخطط بالاعتماد على قوات الصاعقة وخلف الخطوط بزرع عناصر بين هؤلاء وبالفعل تم اكتشاف المغارات وتم اختراقها وحدث الهجوم بشكل مفاجئ مما تسبب فى إرباكهم والانقضاض عليهم حتى لم يتمكنوا من الفرار أو التخلص من المعدات الموجودة لديهم. واستطاعت القوات المسلحة الوصول إلى الوثائق المهمة الدالة على وجود دعم خارجى، وبالتالى تعتبر الضربة ناجحة وغير عادية.

كما توقع وكيل المخابرات العامة تحقيق مزيد من العمليات ضد العناصر الإرهابية الفترة المقبلة باستخدام التكنولوجيا فى السيطرة عليهم وعلى الحدود والأنفاق وسيتم تجفيف عناصر المعلومات والمعدات والذخائر المساعدة للإرهاب عما قريب.

وأضاف اللواء محمد نورالدين الخبير الأمنى أن هذه العملية الأولى من نوعها فى تاريخ العسكرية المصرية، حيث تعتبر هذه المنطقة وعرة وصعب الوصول إليها وليس لها إلا طريق أو اثنان، وتم العمل بتخطيط عال وأجهزة متطورة واتصالات وتنظيم فضح كوادر تنظيمية خارجية وتمويل وتواجد الجنسيات المختلفة تعبث بسيناء، وسيتم الإعلان عنه من خلال القوات المسلحة.

وتابع نورالدين: كان متوقعاً وجود جماعات متطرفة بجنسيات مختلفة تهدف لزعزعة الأمن بسيناء وأتوقع أن التمويل الأمريكى قد توقف لهؤلاء ويبقى التمويل القطرى والتركى، وإسرائيل بالطبع ضلع أساسى فى ذلك.
الاسم

ابتسامة اليوم,6,اخبار الرياضة,591,اخبار العرب و العالم,3257,اخبار عاجلة,373,اخبار محلية,12620,اخبار منوعة,870,أراضي,1,اقتصاد و تكنولوجيا,3979,تلفزيون و فيديو و مواقع التواصل,2555,حوادث و قضايا,1988,سيارات,436,صحة و أسرة,472,عقارات,195,فن,489,مقالات,23,وظائف خالية,140,
rtl
item
اخبار مصر: القوات المسلحلة المصرية تسطر ملحمة جديدة و تقهر أسطورة جبل الحلال
القوات المسلحلة المصرية تسطر ملحمة جديدة و تقهر أسطورة جبل الحلال
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhB_DPIAe7WdWU_KlwiVaOPSTB-q7RsoC33y1gqz563MyG9AL7COrUHXeerze1gdPotL2t46FLCpEZ4a-TBDGbbgbgsdeYgpFNE0T-9oTJ6uvSvgICVNC_ELlJfhEEx8TzgM9Xo12XhXXW1/s640/news+%252801%2529.jpg
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhB_DPIAe7WdWU_KlwiVaOPSTB-q7RsoC33y1gqz563MyG9AL7COrUHXeerze1gdPotL2t46FLCpEZ4a-TBDGbbgbgsdeYgpFNE0T-9oTJ6uvSvgICVNC_ELlJfhEEx8TzgM9Xo12XhXXW1/s72-c/news+%252801%2529.jpg
اخبار مصر
https://www.misrnews.online/2017/03/blog-post_30.html
https://www.misrnews.online/
https://www.misrnews.online/
https://www.misrnews.online/2017/03/blog-post_30.html
true
2353048972076038335
UTF-8
تحميل جميع المشاركات لم يتم العثور على أي مواضيع عرض الكل اقرأ المزيد رد إلغاء الرد حذف بواسطة الصفحة الرئيسية الصفحات المشاركات عرض الكل موصى به لك صنف أرشيف بحث جميع المواضيع لم يتم العثور على أي مشاركة تطابق مع طلبك العودة الرئيسية الأحد الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت احد اثنين ثلاثاء أربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر اكتوبر نوفمبر ديسمبر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر اكتوبر نوفمبر ديسمبر في هذة اللحظة منذ 1 دقيقة $$1$$ minutes ago منذ 1 ساعة $$1$$ hours ago الامس $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago منذ أكثر من 5 أسابيع Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED الخطوة 1: المشاركة في شبكة اجتماعية الخطوة 2: انقر على الرابط على الشبكة الاجتماعية الخاصة بك Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content