ينقل لكم موقع "اخبار اليوم من مصر" تحدي شاب مصري سعر ارتفاع الدولار مقابل الجنية
إسلام محمد 27 عاماً، هو أحد الشباب الذين اعتادوا المرور بشكل دوري على العديد من الشركات بحثاً عن فرصة عمل مناسبة بدون جدوى، فهو حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس لعام 2014، وطيلة هذه المدة لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل، إلي أن وقعت عيناه بطريق الصدفة على مجموعة مسجلة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تعرض فيها بيع كلاب الحرسة، فقرر منذ تلك اللحظة التوقف عن البحث عن وظيفة تقليدية والمجازفة بالدخول في تلك التجربة وهي تربية الكلاب وبيعها وعلق قائلا:
“أحببت الكلاب منذ صغري وعندما كنت في المرحلة الابتدائية كنت أربيها فوق سطح المنزل وأرعاها، وكانت تدافع عني إذا ظنت أن أحداً سيهاجمني، ولكني تخليت عن هذه الهواية بسبب الدراسة، والآن عدت للتفكير في تحويل الهواية إلى تجارة وعمل حقيقي ومربح “.
وقال محمد، حول العائد المادي لتلك التجارة ، أن الكلبة من النوع المتميز هي ما تستخدم في أعمال الحراسة وهي تلد في المرة الواحدة ما بين 9 إلي 12 جرواً، ويمكن بيع الواحد منها بسعر يتراوح من 800 جنيه وحتى 2000 جنيه، أما عندما يكبر فيصل سعره إلي 3000 جنيه، أي ما يعادل من 20 إلي 30 جنيه خلال المرة الواحدة، وهو ما يمثل أعلى دخل شهري مقارنة بالوظائف الأخرى .
وأوضح محمد عن وسيلة التواصل مع الراغبين في شراء الكلاب منه فإنها تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر بالإضافة إلي الصفحات الخاصة بالتبادل والبيع والشراء وشبهها بالمتاجر حيث يقوم الشباب ببيع ما يشاؤون من خلالها، مشيرا إلي أنه كلما باع لزبون يحضر له زبائن آخرين كما أنه يضع رقم هاتفة على صفحته مما يسمح له بالتوسع في تجارته حيث يزداد الطلب على كلاب الحراسة في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة إضافة إلي أنتشار استخدامها في المنتجعات السكنية المغلقة و المراكز التجارية والشركات وغيرها، حيث باتت فكرة تربية كلاب الحراسة هي عملا للشباب المصري، كما أن توفيرها في مصر بأسعار معقولة أفضل من استيرادها من الخارج بأسعار باهظة .
وفي نفس السياق قال أحمد العربي وهو من أحد هواة تربية الكلاب البوليسية أن فكرة لجوءه لتربية وتدريب كلاب الحراسة جاءت مع تراجع فرص العمل، إضافة إلي تدهور الحالة الأمنية في البلاد، مشيرا إلي أنه يتاجر فيها عن طريق البيع والشراء الإلكتروني، كما أنه قام باستئجار مكانين في شرق القاهرة لتدريب وتربية الكلاب قبل بيعها حيث أن هناك أنواعاً خاصة بالحراسة كما يمكنها أن تهاجم اللصوص وملاحقتهم، كما يوجد أنواع أخرى متخصصة في أكتشاف أماكن المخدرات والحشيش ويتم تقدير ثمن كلا منها على حسب الوظيفة ونوعها ونوع تدريبها، وكشف إلي أن هناك بعض أفراد الجيش والشرطة يشترون منه.
وصرح أعضاء الغرفة التجارية في مصر لموقع “هافينغتون بوست عربي” أن ارتفاع سعر العملات الأجنبية في مقابل الجنيه المصري قد ضاعف أسعار الكلاب التي يتم استيرادها من الخارج إضافة إلي صعوبة استيرادها حاليا في ظل عدم توافر النقد الاجنبي فضلا عن القيود الصحية، كما أن لكل كلب مستورد شهادة صحية وجواز سفر وأوراق إفراج جمركي.
وقال مينا نسيم وهو عضو المنظمة العالمية لرابطة الحراسات الخاصة وإنترناشيونال “VIP”، أن أسعار الكلاب قد زادت بنسبة 20 % بسبب ارتفاع سعر الدولار حيث تراوح سعرها ما بين 2000 و 2500 دولار ، كما ارتفعت أيضا أسعار أغذية الكلاب التي يتم استيرادها من الخارج بنسبة 20 % فقد وصل سعر جوال أعلاف الكلاب ذو وزن 20 كيلو جراما نحو 40 دولارا.
وأكد طارق أحمد وهو محاسب يعمل في الحراسات كمهنة إضافية له، أن تجارة الكلاب لم تعد سلعة استفزازية أو ترفيهية، وأنما هي تجارة تحتاج إليها جميع المنشآت بهدف الحراسة في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة وخاطر الإرهاب والتفجيرات وهو ما نتج عنه تحول العديد من الشباب الهاوي لها إلي تجارة مربحة وعلق قائلا :
إن سعر الكلب المولود في مصر من نوع “جيرمن شيبرد بيور” يتراوح ما بين 5 -10 آلاف جنيه، بحسب حالته وسنه وكفاءته، بينما المستورد المماثل له يقدر بحوالي 2500 دولار كلب أميركي من نوع بيتبول ضخم للحراسة، مثلاً يباع ب- 3500 جنيه، بينما لو استوردته من أميركا الآن سأتكلف 3 آلاف دولار أو أكثر بخلاف الجمارك، أي ما يتراوح بين 27 – 38 ألف جنيه.
أشهر أنواع الكلاب
أما عن أشهر أنواع الكلاب التي تلقي إقبالا فهي نوع “الروت وايلر” وهي من الفصائل الأمريكية والألمانية والروسية أما أصلها فهي من أصل ألماني ويوجد عليها إقبالا كبيرا من المصريين وتمتاز بضخامة الجسم والشراسة والحراسة جيدا كما أنها عنيفة ولا تصلح للعب مع الأطفال لأنها لا تتميز بالمرح وإنما تتصف بالعدوانية .
وهناك نوع أخر وهو “الرود فيلر” الأكثر انتشارا وشعبية في مصر، ويوجد إقبال عليه بسبب تميزه بالذكاء وحجمه المناسب بالإضافة إلي أنه أليف ويمكن تربيته بالمنزل ولعبه مع الأطفال دون خوف
أما النوع الأقل شعبية في مصر فهو “لابرادور” حيث أن وظيفته هي اصطياد الفرائس وإحضارها، وتستخدمه الشرطة في عمليات البحث عن المتفجرات والمخدرات والجمارك والآثار .