كشف خبراء الهيئة العامة للأرصاد الجوية بشأن منخفض آيسلندي يضرب
مصر، وعن انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة الفترة القادمة، وسيكون طقسًا قارسًا
للبرودة، مقارنة بنظيره في السنوات الماضية.
ولفت خبراء إلى أن العالم سيكون على معود مع شتاء قارس على غير المعتاد؛
نظرًا أنه الخروج من ظاهرة النينو، نحو الانخفاض الشديد في درجة
الحرارة.
منخفض آيسلندي يضرب مصر
وأفاد الخبراء أن المنخفض الإيسلندي يصل مصر هذا الشتاء بالأمطار والثلوج
على دفعات مع استمرار العوامل المؤثرة الأخرى، منها مسارات الرياح القطبية
والإبقاء على ظاهرة النينو فقط، نتيجة تعمق المنخفض الآيسلاندي شمال غرب
أوروبا، وبالتالي تندفع الكتل الباردة والمنخفضات عبر شرق أوروبا نحو الشرق
المتوسط «مصر» لنحظى بالأمطار والثلوج على دفعات.
وأضاف الخبراء أن هناك ظاهرتين مناخيتين هما «النينو» و«اللانينا»، تؤثران
على العالم وقلّما يتغير المناخ عالميًا، ويصاحبهما اضطرابات مناخية خلال
المرحلة الحالية في مصر من تساقط للأمطار إلى موجات الصقيع وتساقط
الثلوج.
وأكدوا أن الظاهرتين تنشآن وتتطوران في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي
كل فترة، ويؤدي كل منها إلى التأثير على أنماط توزيع الغيوم، ومتوسط درجة
الحرارة بشكل مختلف.
ظاهرة النينـو
وعن تأثير ظاهرة «النينو»، أكد الخبراء أنه يتمثل في زيادة درجة حرارة
المياه السطحية في تلك المنطقة بشكل لافت، خاصة في فصلي الصيف والخريف مما
ينتج عنه تولد تيارات مائية بحرية دافئة وتحركها شرقا لمسافات طويلة، وهو ما
يؤدي بدوره إلى تغيرات مناخية وبيئية قاسية أبرزها ارتفاع درجة الحرارة
وزيادة موجات الجفاف واضطراب المناخ بشكل عام بالقرب من سواحل أستراليا
الشرقية وإندونيسيا كما يوجد تأثيرات مماثلة لكنها أقل حدة على
مصر و سواحل الهند وشرق.
ظاهرة اللاتيـنا
ولفت الخبراء إلى أن «اللانينا» تتعاقب مع ظاهرة «النينو» في نفس المنطقة
بالمحيط الهادي والتي تؤدي إلى تأثيرات معاكسة تتمثل في انخفاض درجة حرارة
المياه السطحية وبرودة الطقس نسبيًا في أكثر من منطقة عبر العالم.
وتابعوا: نحن على وشك الخروج من تأثيرات ظاهرة «النينو» التي بدأت منذ
عام 2015، وهناك بوادر قوية على تعاقب موجة جديدة من «اللانينا» بعدها، مما
يمثل بدوره علامة على انخفاض درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل إضافي خلال
المواسم المناخية القريبة.
ظاهرة «النينو» هي ظاهرة جوية تتعلق بارتفاع درجة حرارة سطح وسط وشرق مياه
المحيط الهادي عند خط الاستواء تقريبًا بقيم أعلى من المعدلات وتتكرر كل بضع
سنوات ومن المتوقع بنسبة 65% أن يشتد تأثيرها في المواسم القادمة.
وتأثير هذه الظاهرة يكون بطريقة غير مباشرة على أجواء المحيط الأطلسي، حيث
يسمح تبريد الهواء الهابط بتشكل مرتفعات جوية قوية مقابل شمال غرب أفريقيا
وشبه الجزيرة الإيبيرية «أسبانيا والبرتغال».
وبالتالي تزداد هيمنة ما يعرف بالمرتفع الآزوري في هذه المنطقة، وبالنسبة
لطقس أوروبا هذا ليس سوى عامل واحد من عدة عوامل تؤثر على طقسها، حيث أن
المنظومة الخريفية والشتوية الأوروبية معقدة للغاية وصعبة التحليل، وخاصةً أن
الهواء القطبي يلعب دوراً بارزاً في الساحة الأوروبية.
وتابع الخبراء إنن الاحتمالين السابقين، هما نتيجة ربط ظاهرة النينو بطريقة
غير مباشرة مع طقس أوروبا المؤثر علينا شتاءً، في ظل تحييد العوامل الجوية
الأخرى المؤثرة، والتي قد تقلب الأمور رأساً على عقب.