كثير من المواطنين أصبح لديهم شغف لإقتناء العملات القديمة، مما أدي إلي
زيادة أسعارها بشكل كبير، نظرا لعامل الوقت الذي يؤثر علي السعر، فكلما كانت
العملة قديمة ومر وقتاً طويلاً على طباعتها زاد سعرها، ليصل إلي آلاف
الجنيهات.
وبعد أن كانت العملات القديمة تباع في الأسواق والموالد، إذ يتجول بها
الباعة بين الأسواق المختلفة، أصبحت تباع عبر منصات التواصل الإجتماعي، فهناك
الكثير من الباعة يروجون لعملاتهم على موقع "فيسبوك"، لسهولة الوصول إلى محبي
اقتناء العملات القديمة.
وتكون طريقة البيع في مختلف الصفحات واحدة، إذ يبدأ التاجر بعرض العملات
سواء كانت معدنية أو ورقية في منشور مذيلاً بعبارة "البيع لأعلى سعر"، ويذكر
به تاريخ العملة وسنة الإصدار، ومن خلال التعليقات يتلقى عروض الشراء، وهنا
يبدأ المهتمون بعرض الأسعار.
وبحسب علاء الدين أحمد، أحد هؤلاء المهتمين بجمع العملات وبيعها على المنصات
الإلكترونية، هناك عوامل عديدة تؤثر علي سعر العملة سواء كانت ورقية أو
معدنية، يأتي في مقدمتها مدى ندرة العملة إلي جانب الحالة الاقتصادية للبلد
التي صدرت فيها، وهل كان هناك رخاء اقتصادي أم أن الأوضاع لم تكن علي ما
يرام.
ويؤكد «علاء الدين» أن حالة العملة أيضاً مهمة في تقدير قيمتها: «كل ما تكون
كويسة يكون ليها تمن أعلى، ودي قاعدة مش كل قديم غالي ومش كل جديد رخيص، يعني
ألمانيا والنمسا والمجر أيام الحرب العالمية الأولى والثانية خسروا واتفرض
عليهم عقوبات إقتصادية وحصار، عشان كده عملات ألمانيا والنمسا والمجر في
الوقت ده، موجودة في السوق بأسعار رخيصة، من 25 جنيه لأقل من 100 جنيه، على
حسب الفئه نفسها».
ويتابع «علاء الدين»: «في دول زي فرنسا وبريطانيا وأمريكا، عملاتهم القديمة
غالية، وسعرها أعلى من سعر الصرف لأن اقتصادهم كان قوي من زمان وماخسروش
حروب».
منذ أن كان في التاسعة من عمره وهو يهوي جمع العملات القديمة التي يعتبرها
كنز ثمين، مشيراً إلي أنه من بين أغلي العملات علي الإطلاق هو أول جنيه مصري
ورقي: «الجنيه اللي عليه الجملين ده أول جنيه ورقي صدر في مصر، ده تمنه في
سوق العملات 150 ألف جنيه على أقل تقدير، وقيمته بتزيد على حسب حالته، عكس
الجنيه اللي كان موجود في السبعينات ده تمنه دلوقتى من 10 إلي 15 جنيه بحد
أقصي، بسبب الحالة الاقتصادية اللي كانت فيها مصر وقتها».
ويؤكد "علاء الدين" علي أن الإصدارات الأولى في أي دولة تكون مرتفعه السعر،
وخاصة في دول الخليج: «في ليبيا الإصدارات الملكية غالية جداً لكن إصدارات
الجمهورية بتكون رخيصة».