اعتبر مراقبون ان تركيا ستتجه إلى وجود عسكرى دائم فى ليبيا عن طريق قاعدة الوطية العسكرية التى أمسكت بها مليشيات السراج، كما أشار عدد منهم فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن تركيا لها مجموعة من الاهداف الضارة بمصالح دول المنطقة وبعضها يدخل فى نطاق البلطجة السياسية والعسكرية ،وانها تتحرك فى ليبيا بهدف تحقيق هذه الأهداف ،لكنهم توقعوا فى الوقت نفسه أن الاندفاع التركى سيقود إلى إنهيار شديد بسبب ندرة الموارد العسكرية التركية.
من ناحيته يقول الدكتور عبد المنعم السعيد الفكر السياسى أن الوضع فى ليبيا أصبح "مقلق جدا" كما أشار إلى أن تركيا فى الحقيقة مندفعة اندفاع كبير فى سوريا وليبيا ونظرا لأن تركيا ليست لديها موارد تغطى كل هذه التحركات فانها قد تنهار لدى لحظة معينة وبالتالى فان ما يحدث هو أن اردوغان يضحى بالموارد التركية للسيطرة على شرق المتوسط من خلال الربط بين تواجد قواته فى سوريا وفى ليبيا
واشار السعيد الى ان تركيا تريد أن تجد لنفسها مقعدا فى التفاوض حول غاز وموارد شرق المتوسط رغم انها ليست طرفا فى هذا الأمر على الإطلاق وهذا الأمر يدخل فى نطاق البلطجة السياسية والعسكرية كما ان لدى تركيا اهداف سياسية اخرى وهى انها تريد ان تصل لحل للازمة القبرصية وتريد ان تضغط على المنطقة والمجتمع الدولى لكى يحلوا الازمة القبرصية لاسيما بعد ان اصبحت تركيا بعيدة تماما عن الانضمام الى الاتحاد الاوربى ووجود دول اوربية مهمة تقف فى مواجهة السلوك التركى فى المنطقة
من ناحيته يقول كرم سعيد الخبير فى الشؤون التركية ان تركيا لديها مجموعة أهداف تسعى لتحقيقها عن طريق الوجود العسكرى فى ليبيا اولها هو البحث عن مكان فى منطقة الشرق المتوسط وقد بدأ هذا من خلال اتفاق حكومة السراج مع شركات للتنقيب عن البترول فى السواحل الليبية كما لفت الى ان تركيا تسعى الى بناء حزام عسكرى يحيط بدول الممانعة مصر والامارات والسعودية والهيمنة على موارد البحر المتوسط واليوم تبحث عن وجود عسكرى دائم فى ليبيا لافتا الى ان التفاهمات التى عقدتها حكومة السراج مع تركيا كانت بمثابة نواة لتأسيس وجود عسكرى دائم لتركيا فى ليبيا
وأكد كرم أن القاهرة تحركت عبر أكثر من مسار لمواجهة طموحات أردوغان وكانت تحركتها ذات تاثير ملموس اوجعت تركيا بشل بالغ خلال الفترة الماضية.