أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اتخاذ واشنطن إجراءات حاسمة لحماية منشآتها من هجوم وشيك لإيران، كرد فعل متوقع على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية استهدفت موكبه قرب مطار بغداد، بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب.
وكشفت إيريكا تشوسانو، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، السبت، في تصريحات لقناة "العربية"، أن واشنطن اتخذت "إجراءات حاسمة" لحماية منشآتها من "هجوم وشيك" تشنه إيران أو حلفائها في المنطقة.
وأكدت تشوسانو أن حماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها فى المنطقة "أولوية بالنسبة لنا".
وعن مقتل قاسم سليمانى، قالت: "إرهابي غذى الصراعات فى المنطقة"، مضيفة: "نريد أن تتوقف إيران عن تصرفاتها كدولة مارقة تدعم الميليشيات".
وأشارت متحدثة الخارجية إلى أن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه طهران "لن تتغير"، مؤكدة: "لا نزال نفرض أقسى العقوبات على إيران".
وأكدت إيريكا أن ألمانيا وبريطانيا تتفقان مع الولايات المتحدة على أن "إيران تشكل تهديدًا" للمنطقة.
وتصدر هاشتاجا "#الحرب_العالميه_الثالثه"،و"#worldwar3"، تريند مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مقتل قائد فيلق القدس.
وقالت الخارجية الأمريكية عبر حسابها على تويتر: "بتوجيه من الرئيس، قام الجيش الأمريكى بعمل دفاعى حاسم لحماية الأفراد الأمريكيين فى الخارج من خلال قتل قاسم سليمانى، قائد قوة الحرس الثورى الإيرانى، وهى منظمة إرهابية أجنبية مدرجة من قبل الولايات المتحدة".
كما أسفرت الضربات عن مقتل الرجل الثاني بميليشيا الحشد، أبومهدي المهندس، ومسئول مديرية العلاقات في الحشد، محمد الجابري، ومسئول الآليات، حيدر علي، فضلاً عن عدد من الجثث المتفحمة.
تفاصيل مقتل سليماني
وكشفت عدد من وسائل الإعلام الأمريكية عن تفاصيل مقتل قاسم سليماني.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن استهدف سليماني جرى بعدة صواريخ من طائرة مسيرة، مضيفة أن الصواريخ استهدفت سيارتين كانتا تقلّان قائد فيلق القدس ومسئولين آخرين.
وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية ببعض التفاصيل حول العملية، حيث قالت إن الغارة التي استهدفت سليماني وقعت قرب منطقة الشحن في مطار بغداد، وإن استهدافه جرى بعد لحظات من خروجه من الطائرة التي أقلته من لبنان.
وأشارت الوكالة إلى أن مسئولين عراقيين أكدوا أن جثة سليماني تمزقت إلى أجزاء.
من جانبها، أفادت قناة "العربية" الإخبارية في العراق بأن عملية استهداف سليماني جرت الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت بغداد.
وأشارت إلى أن هناك أنباء عن استخدام 4 صواريخ في عملية استهداف سليماني ومرافقيه، مضيفة أن استهداف قائد فيلق القدس جرى قبل خروجه من البوابة الشرقية لمطار بغداد.
العالم يترقب حرب عالمية ثالثة
ويحبس العالم أنفاسه بعد مقتل قاسم سليماني في الغارة الأمريكية بطائرة مسيّرة، وذلك رداً على هجمات على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، وهي عملية الاغتيال التي تراها إيران بأنها "عمل حرب".
وتحدث رواد السوشيال ميديا عن إمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة بين أمريكا وإيران ردا على الضربة القوية التي وجهها الرئيس الأمريكي ترامب للحرس الثوري الإيراني.
وذكرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية أن الهجمات التي تعرضت لها السفارة الأمريكية في بغداد أثارت غضب واشنطن، معتبرة أن مقتل قاسم سليماني "كان رد فعل أمريكي مبالغ فيه"، بالرغم من وقوف قائد فيلق القدس وراء الهجمات على السفارة.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن مقتل شخصية عسكرية إيرانية رفيعة المستوى كـ قاسم سليماني يعد أمراً حاسماً، إلا أنه شديد الخطورة في الوقت ذاته.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه لم يكن أحد يتوقع التصعيد في المنطقة بمثل هذه الدرجة، مؤكدة أن مقتل قاسم سليماني يهدد بتداعيات طويلة الأمد ومدمرة بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة سواء في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن التقليل من أهمية سليماني في عمليات التجسس والاغتيال التي كانت تقوم بها طهران على الصعيد العالمي، مؤكدة أن قائد فيلق القدس كان يتمتع أيضاً بالسيطرة على قرارات السياسة الخارجية الإيرانية والعلاقات الدولية والحملات العسكرية العلنية.
أول رد من الحرس الثوري الإيراني
من جانبه، علّق الحرس الثوري الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس، وذكرت شبكة "سكاي نيوز عربية" أن مليشيات الحرس الثوري طالبت الولايات المتحدة بسحب قواتها من المنطقة، محذرة من أن "جنودها سيواجهون خطر الموت".
ووجه المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي العراقي، أحمد الأسدي، اتهامه إلى الأمريكيين والإسرائيليين بمسئوليتهما عن مقتل سليماني والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
من جانبهما، توعد كل من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، بـ "الانتقام" بعد مقتل قاسم سليماني خلال الغارة الأمريكية، كما أعلنا عن الحداد العام بالبلاد لمدة ثلاثة أيام.
عقب ذلك، دعت الولايات المتحدة رعاياها في العراق، إلى المغادرة فورًا، بعد مقتل قاسم سليماني.
وأفادت قناة "العربية" الإخبارية بأن المرشد الإيراني، علي خامنئي، قرر تعيين إسماعيل قاآني قائداً لفيلق القدس، خلفاً لقاسم سليماني الذي قتل في غارة جوية أمريكية.
طهران تستدعى الدبلوماسي السويسري
واستدعت طهران الدبلوماسي السويسري الممثل للمصالح الأمريكية في إيران، على إثر الحادث.
وزير خارجية إيران
وعلق وزير خارجية إيران، جواد ظريف اليوم الجمعة، على عملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني، معتبر العملية "تصعيد خطير للغاية".
وقال ظريف عبر حسابة علي موقع تويتر: "إن العمل الإرهاب الدولي الذي تقوم به الولايات المتحدة، واستهداف واغتيال الجنرال سليماني - القوة الأكثر فاعلية في قتال "داعش، والنصرة، والقاعدة وآخرون، هو أمر خطير للغاية وتصعيد أحمق".
وأضاف: "تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية جميع عواقب المغامرة المارقة".
أول تعليق من ترامب
وبعد الضربة الأمريكية، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغريدة عبر حسابه على موقع تويتر، حيث نشر العلم الأمريكي وكأنه يعلن انتصار بلاده.
كما أكد الرئيس الأمريكى في تغريدة أخرى عبر تويتر: "إيران لم تفز فى حرب أبدا، لكنها لم تخسر مفاوضات".
أول تعليق من مصر
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً، الجمعة، بعد الإعلان عن مقتل سليماني.
وتحدثت الخارجية في بيانها عن التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، بعد مقتل سليماني بالعاصمة بغداد.
وقالت الخارجية: "بقدر كبير من القلق، تتابع وزارة الخارجية التطورات المتسارعة للأحداث في العراق، والتي تنذر بتصعيد للموقف من الأهمية تجنبه".
ودعت الخارجية لاحتواء الموقف وتفادي أي تصعيد جديد.
ووزارة الخارجية أنها ترى أن احتواء الموقف يتطلب الوقف الفوري لكافة أنواع التدخلات الإقليمية في شئون الدول والشعوب العربية، والتي لن تؤدي سوى لإذكاء الفرقة والتوتر بين أبنائها التواقين إلى السلام والاستقرار.
