غير صحيحة تلك المواقف التى ينبرى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فيها للدفاع عن الشعب الفلسطينى، وحقه فى إقامة دولته وعاصمتها القدس.
خادعة تلك النبرة القوية التى يتحدث بها أردوغان إلى جموع حزبه ليؤكد لهم وقوفه إلى جانب فلسطين، إلا أن كذب السلطان اتضح بعد الإعلان عن فوز الشركة التركية بمناقصة إنشاء السفارة الأمريكية في القدس، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة "سى إن إن" الأمريكية.
"ليماك" القابضة ليست بغريبة عن الشرق الأوسط، كما أن رئيسها نهات أوزدمير لديه علاقات قوية للغاية بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
الشركة عملت فى عدد كبير من المشاريع بالشرق الأوسط، أبرزها فى مصر، مشروع إنشاء مبنى رقم 2 بمطار القاهرة، كما أن لديها فروعاً عدة، ولكن الشركة الأم تأسست فى العام 1976، وانبثق عنها بعد ذلك عدد من الشركات، كما تمكنت من شراء كبرى المصانع فى العالم.
شركة "ليماك" التركية للإنشاءات فازت فى 2015، بعطاء مشروع إنشاء صالة مسافرين جديدة فى مطار الكويت الدولي. وأفاد بيان صادر عن الشركة، وقتها، أن لجنة المناقصات المركزية بالكويت، صادقت على العطاء، الذى يقدر قيمته بـ4.34 مليار دولار.
وأشار بيان الشركة إلى أن هذا العطاء يتميز بأنه أكبر العقود التى فاز بها مقاولون أتراك فى حزمة واحدة بالخارج.
شبكة "سى إن إن" الأمريكية، أكدت أن ترامب كان يعتقد بأن تكلفة إنشاء السفارة لن تتخطى من 200 إلى 300 ألف دولار أمريكى فى السابق، ولكن يبدو أن خطة ترامب تغيرت، لأن الرئيس الأمريكى سيضطر إلى دفع من 10 مليون دولار إلى نحو 20، بعدما دخلت الشركات العالمية والقومية فى المنافسة، ومن بين تلك الشركات، "ليماك" القابضة.
ويحظى أوزدمير ذو الأصول الكردية، بمكانة مرموقة فى المجتمع التركى، إذ جاء ضمن أغنياء العالم للعام الماضى، بينما كان الرئيس السابق لنادى "فناربخشة" الرياضى، والذى يشكل مع فريق جلطة سراى قطبا الدورى التركى.
يذكر، أنه فى أوائل 2014 زار أوزدمير مصر قادما على طائرة خاصة من أنطاليا، والتقى خلال هذه الزيارة عددا من مسؤولى وزارة الطيران لمتابعة إنشاء مبنى رقم 2 بالمطار، وقالت وقتها مصادر مسئولة بوزارة الطيران إنه رغم تدهور العلاقات "المصرية - التركية" بعد موقف رئيس الوزراء التركى من رحيل الإخوان، فإن مصر وافقت على استمرار الشركة التركية فى تنفيذ إنشاء المبنى، تنفيذا للتعاقد الذى تم بين وزارة الطيران والشركة التركية فى 2011، حيث يتكلّف المبنى 2.3 مليار جنيه بقرض من البنك الدولى، لتصل طاقة المبنى إلى 75 مليون راكب سنويا.