على مسافة 14 كيلو من مدينة السويس، يقع نفق الشهيد أحمد حمدي، المنفذ الجنوبي
بين محافظات الوادي وشبه جزيرة سيناء، كانت نقطة التفتيش قبل النفق، حائلًا دون استكمال "محمد" رحلته إلى "إسرائيل" التي قرر أن يسافر إليها بسيارته الـ"سوزوكي".
كان العمل يسير بشكل طبيعي، السيارات الوافدة إلى المنفذ الشرقي تدخل ساعة التفتيش، يترجل من فيها، ليتولى رجال الشرطة، والقوات المسلحة أعمال التفتيش قبل عبورها، النفق الممتد لأكثر من كيلو ونصف أسفل قناة السويس.
وقف محمد عبدالحليم، 32 سنة، بسيارته بشكل عرضي، مختلف عن باقي السيارات، متعجلًا إجراءات التفتيش، فسأله أحد أفراد الأمن عن وجهته سبب استعجاله، فرد ببساطة "أنا رايح إسرائيل بعربيتي أدور على شغل"، ظن سائله أن الشاب يمزح، لكنه أكد عزمه السفر إلى هناك وأنه استعد لذلك بالفعل.
لا توجد مادة في القانون المصري، تمنع السفر إلى "إسرائيل"، أو تعاقب عليه، لكن بتفتيش سيارته رقم "ص.ب 2354" موديل سوزوكي ألتو، وحقيبة سفره، ضبط معه 3 قطع سلاح أبيض "سكاكين" وجهاز لاب توب، وهاتفي محمول، وتاب، و6 كروت ميموري. إضافة إلى منظار وأوراق حكومية خاصة به وأسرته، وكتاب ديني باللغة العبرية، ومقذوف خاص ببنادق الرش الخاصة بصيد الطيور الصغيرة.
وبجانب ذلك حمل "محمد" والذي يعمل مترجمًا فوريًا على شبكة الإنترنت، 4 كتب أخرى باللغة الأجنبية وجنيهان ذهب، ودبلة ذهبية، ومبلغ 9400 جنيه.
وقال مصدر أمني إن المتهم برر في محضر الشرطة اعتزامه السفر إلى إسرائيل للبحث عن فرصة عمل هناك، وأضاف المصدر "محمد كان غير مبالٍ بما يقوله، ويتحدث عن سفره إلى إسرائيل وكأنه متجه إلى إحدى القرى السياحية بعيون موسى"، مشيرًا إلى أنه لم يحمل معه جواز سفر أو تأشيرة لدخول الدولة المجاورة.
بعد ليلة قضاها المتهم في حجز قسم شرطة الجناين، أُحيل للنيابة، وبعد التحقيق معه قررت النيابة التحفظ عليه، وإخطار أسرته بعد شك وكيل النيابة الذي تولى التحقيق في سلامة القوى العقلية للمتهم.
حضرت أسرة الشاب، وقدّمت مستندات تفيد أن "محمد" خريج كلية آداب قسم إنجليزي، وأنه يتلقى علاجًا من اضطرابات نفسية، وخيالات تنتابه من حين إلى آخر.
قالت والدته إنه تشاجر معها في منزلهم بالجيزة، قبل أن يسافر، ثم بعث إليها وإلى شقيقه برسالة من هاتفه المحمول، يوصي فيها بأن تؤول كل ممتلكاته، وكتبه إلى والدته بعد وفاته، وقررت النيابة تسليم الشاب لأسرته بعد توقيع والده على تعهد برعايته صحيًا ونفسيًا.
