قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن "الماء سيشكل دافعًا لاندلاع المواجهات العسكرية
خلال العقود المقبلة؛ خاصة أن هناك نقصًا عالميًا فيه، ومن المتوقع أن يؤدي إلى مزيد من الأزمات والحروب".
وأوضحت أنه "على إسرائيل عدم إضاعة الفرص، هي ملزمة بإقامة مراكز بحثية وصناعية من أجل تصدير معلوماتها ومعارفها فيما يتعلق بنقص الماء وتحليته للدول الأخرى".
وأشارت إلى أنه "اليوم وفي الوقت الذي تعاني فيه مناطق كثيرة حول العالم من نقص الماء، تتمتع إسرائيل بوضع جيد بسبب تشغيلها لـ5 محطات تحلية، وهي المحطات التي تزود مواطنينا بالماء وقتما احتاجوه، بل وكذلك تمنع حدوث حروب غير ضرورية مع جيراننا وعلى رأسهم مصر، كما حدث عشية حرب الأيام الستة عام 1967".
وتابعت: "لا توجد دولة في العالم تقترب حتى من معدلات تحلية المياه التي تقوم بها إسرائيل، ووفقًا لتقرير أممي فإن 5 مليار نسمة على كوكبنا سيعانون من نقص الماء حتى عام 2050 مقارنة بـ3.6 مليار اليوم، وهو النقص الذي يؤدي إلى اندلاع الحروب".
وذكرت الصحيفة نقلاً عن التقرير ذاته، أنه "منذ بداية التسعينات تلوثت غالبية الأنهار في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، والوضع يزداد سوءًا، كما اختفى ثلثا الغابات على الصعيد الدولي".
واستطردت: "النقص في المياه يؤدي إلى الحرب، الإسرائيليون يتذكرون جيدًا الحروب مع سوريا ولبنان حينما حاولنا تحويل مسار نهر الأردن كي لا يصلا إلى إسرائيل، وبعد الانتهاء من مشروع نقل الماء عام 1964 اتخذت الدول العربية المجتمعة بالقاهرة قرار بتحويل مسار النهر؛ وبهذا تحرم إسرائيل من ثلث كميات الماء التي كانت تصلها".
وأردفت قائلة: "الأردنيون كانوا سيشيدون سدًا على نهر اليرموك وسوريا كانت ستحول عبر قناة في الجولان مياه نهر البنياس إلى اليرموك، ولبنان كانت سيفعل نفس الشيء، تفاصيل هذه الخطة علم بها ونقلها لإسرائيل الجاسوس إيلي كوهين، وكان رد فعل الأخيرة هو قصف منشآت تحويل الماء، وفي عام 1966 دمرت مقاتلاتنا الجوية المعدات الميكانيكية الثقيلة السورية الخاصة بتغيير مسار المياه".
وذكرت أن "مصر لا زالت تتلقى المياه من نهر النيل الذي يلبي 97 % من الاحتياجات، لكن من المتوقع أن يؤدي نقص الماء إلى أزمة عام 2025؛ فالمشكلة الرئيسية للمصريين هي سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية، ما سيقلل تدفق النهر لمصر لسنوات".
وأوضحت أنه "في عام 1875م وعندما كانت مصر واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، حاول المصريون احتلال إثيوبيا، لكنهم تعرضوا لهزيمة تكررت مجددًا عام 1886م".
واستكملت الصحيفة: "المصريون لا يريدون الحروب بل يسعون للسلام، وخلال مفاوضات ومحادثات أجريت مع السودان وإثيوبيا وبواسطة اتفاقيات وخبراء دوليين، تبذل جهودًا للتوصل إلى اتفاق لتوزيع مياه النيل".
وقالت إنه "حتى عام 2030 سيزيد معدل التحلية الإسرائيلي للماء إلى مليون و100 ألف متر مكعب سنويًا أي ضعف معدله اليوم، في وقت توفر فيه محطات التحلية حوالي 585 مليون متر مكعب من المياه، يمكن لإسرائيل أن تستخدم الماء لأغراض تجارية واقتصادية، فهذا الملف سيكون ساخنًا في العقود المقبلة ليس فقط في إسرائيل بل في العالم كله".