تتسع الفجوة بين مصر والسودان شيئًا فشيئًا، رغم محاولات مصر احتوائها، وذلك بسبب زيارة الشيخة موزة مؤخرًا إلى الخرطوم وإدلائها بتصريحات مستفزة لمصر، كذلك المواقف السودانية والتصريحات العشوائية لبعض المسؤولين السودانيين، اللذين يتعمدون من حين لآخر «شحن الأجواء» بين القاهرة والخرطوم.
ورغم أن الخارجية المصرية دانت كل محاولات الإيقاع بين البلدين، وذلك حين أجرى سامح شكري، اتصالاً هاتفيًا بنظيره السوداني، أمس الثلاثاء، وطلب منه احتواء الموقف، إلا أن وسائل إعلامية في مصر والسودان لازالت تلوح باتهامات متبادلة بين الطرفين وهو ما يجعل الأمور تتجه نحو الأسوأ.
وتسببت تصريحات بعض المسؤولين في الخرطوم في قلب الطاولة تمامًا، وتوتر العلاقات مع مصر، خصوصًا التصريح المستفز لرئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان، عبد الله صادق، والذي دعا بعض الوزارات في بلاده إلى وضع خارطة طريق بخصوص منطقة حلايب وشلاتين، وكيفية إخراج المصريين منها.
مصر والسودان
وفي تصريحات صحفية لمحرري البرلمان، قال كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، إن السودان تعلم أن «حلايب وشلاتين» مصرية، وكانت السودان جزءًا من الأراضي المصرية، ونالت استقلالها بعد ثورة 1952، معتبرًا أن ملك مصر كان يسمى ملك مصر والسودان.
وأوضح عامر أن مصر يوجد بها 4 مليون سوداني يعيشون فيها ويتمتعون بنفس حقوق المواطنين، لافتًا إلى أنها لن تأخذ شبرًا ليس من حقها، ولن تقبل ذلك على نفسها، كما أن الجيش المصري الوطني لن يتنازل عن سهم واحد من أرضه تحت أي مسمى كان.
منحنيات الزيارة
النائب جمال فراج، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، أكد أن العلاقة بين ومصر والسودان تتأثر بالمتغيرات والمنحنيات والمواقف، مستشهدًا بزيارة الشيخة «موزة» للسودان، على اعتبار أن تلك الزيارة أثارة حفيظة النواب بالمجلس.
وأكد فراج ، أن هناك غضب في البرلمان تجاه مواقف قطر والاستفزازات التي تقوم بها، إضافة إلى أن التأثير الأكبر حاليًا هو المواقف السودانية المتقلبة، والاتهامات التي تُلقيها الخرطوم من وقتٍ لآخر، وهو ما ترتب عليه الغضب الموجود في البرلمان حاليًا.
محاولات مستفزة
من جانبها، قالت النائبة عن حزب المصريين الأحرار، مي محمود، إن ما تقوم به قطر من محاولات استفزاز لمصر لن تؤثر على العلاقات المصرية السودانية، مؤكدة أن زيارة «موزا» لن يكون لها آثر، خصوصًا وأن هناك وفد برلماني مصري سيطير إلى السودان لتحسين العلاقات بين البلدين.
وأكدت «مي» في تصريح لـة ، أن الوفد سيستهدف في الأساس الاجتماع بنواب سودانيين، إضافة إلى مسؤولين لاحتواء «الشد والجذب» الذي حدث مؤخرًا، معتبرة أنه سيتم مناقشة المنطقة التي تزعم السودان بأنها تابعة لها، وستكون هناك محاولات لاحتواء الموقف بالكامل.
حملة إعلامية
وعقب الزيارة التي قامت بها «موزا» للسودان، انطلقت حملة إعلامية مصرية تجاه هذا الموقف السوداني، خصوصًا وأنه موزا تعمدت الإدلاء بتصريحات مستفزة، قالت في بعضها إن السودان هيّ أم الدنيا، كما زرات أهرامات البجراوية، وهو ماترتب عليه رد فعل سوداني غاضب، وذلك حين وصف وزير إعلام السودان، أحمد عثمان، الحملة الإعلامية المصرية بـ «المستفزة».
وأصبحت هناك حاجة ملحة لترميم العلاقات المصرية السودانية بعدما أصابتها «موزا» بالضعف والتراخي، واتخذت الخارجية المصرية أولى الخطوات، حين قام الوزير سامح شكري بمخاطبة نظيره السوداني، وطالبه بتجاوز المرحلة.