"اسمح لي أسالك" جملة قصيرة يقتحم بها المحاور التلفزيوني مفيد فوزي معالم ضيوفه في طريقته المعهودة لالتقاط الحس الشعبي وقات القلب على باب من يحاوره في برنامجه حديث المدينة الذي استمر بثه 23 عامًا على شاشة التلفزيون المصري واشتهر عنه إشهار هذا السؤال في وجه من يحاوره وينم عن استئذان لتواصل الحوار.
مساء أمس، حل مفيد فوزي ضيفًا على نظرة حمدي رزق في فضائية صدى البلد وقرر أن يبدأ الهجوم على الشيخ محمد متولي الشعراوي، قائلاً إنه مهّد الطريق أمام الفكر المتطرف لكي يظهر ويتفشى في المجتمع المصري، لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي وتوجه سهام النقد للمحاور الكبير، ليلتزم فوزي الصمت ويخرج مذيع البرنامج حمدي رزق في مقال عريض يكشف فيه كواليس ما حدث وسوء الفهم في الحوار.
تساؤولات وجهها الجمهور لحمدي رزق بحثًا عن سبب كافٍ لهجوم صاحب أقدم برنامج تلفزيوني ليرد رزق:"جماعتنا على وسائل التواصل الاجتماعى قاعدين للسقطة واللقطة، ولقطة اليوم هجوم مفيد فوزى على الشيخ الشعراوى يعتبرونها سقطة، وهات يا تقطيع فى لحم الأستاذ مفيد، ونالنى من التقطيع جانب باعتبار أننى كنت أحاور المحاور، ولكل نصيب.
ويعود رزق للب الموضوع قائلاً:"كنت سألت الأستاذ مفيد عن علاقته بالشيخ الشعراوى، واستفسرت منه عما أسر به قبلا بأنه أخطأ فى حق الراحل الكريم، بسبب «شهوة صحفية صغيرة» ما أرهق الشيخ وأصابه بالمرض حينها.
الواقعة كما رواها الأستاذ مفيد: «كنت أُجرى مع الشيخ الشعراوى حواراً صحفياً، فأهدانى فى نهايته (كوز ذُرة)، وقال لى: ده أمريكانى و(الكوز بدولار)، فأكلت (كوز الذُرة) وانبسطت منه جدا، لكن فكرى الصحفى فى تلك الفترة جعلنى أضع عنواناً لبرواز صغير بداخل الحوار (ذُرة بدولار)، فأغضبه هذا بشدة، لأنه فى ذلك الزمن كان لفعلتى دلالات سخيفة، وعبّر عن غضبه منى وقال (الحكاية دى دخيلة علينا)، أى دخيلة على الحوار، ولاحترامى لفضيلته رفضت إذاعة شريط التسجيل الذى يُثبت الواقعة كما جرت».
سألته: هل حدثت قطيعة.. هل انتهت العلاقة بعدها؟
قال: «لم تنته علاقتى به بعد الواقعة، وذهبت وصالحته، واستعنت بالدكتور على السمان حتى قبل، وقال لى: هعتبر ذلك من شقاوات الصحفيين».
سألته مستفسراً: «البعض يرى أن الشعراوى زرع التطرف، والبعض يرى أنه سلب العقول، والبعض يرى أنه مهّد الأرض وخصّبها لكل التيارات المتطرفة اللاحقة، والبعض يرى أنه كان عالما مهما جدا وتاريخيا فى تاريخ الحركة الإسلامية.. كيف رأيته؟».
قال الأستاذ مفيد: «رأيته بتمييزى أنه أرض خصبة لما جاء بعد ذلك، خصّب وحرث الأرض لمن جاء بعده».. «رأيته أيضا أنه وراء حجاب كثير من الفنانات، ولم أُرد أن أدخل فى هذا الموضوع، لأنى اعتبرته مسألة شخصية، هذا قرار شخصى لبعض الفنانات، مع أنه لم يكن قرارا شخصيا إلا بالنسبة لهن، وكان فيه جزء كبير من التحريض على الحجاب». «فى جيلى كنا نرى الشيخ الشعراوى إماماً وداعية ومُفسراً للقرآن الكريم، لكنى كنت أشعر بأن الإجادة اللغوية لديه كانت السبب، ربما كان سحر اللغة أكبر من التفسير».
هذا ما كان منى سؤالاً، وكان من الأستاذ مفيد إجابة، هل أخطأ الأستاذ مفيد فى حق الشيخ الجليل، أم أن مهاجمى الأستاذ مفيد هم من أخطأوا فى حق الرجل الذى حاور الشعراوى، وحدث بينهما ما حدث، واعتذر للشيخ عن هفوة صحفية وقَبِل الشيخ بصدر رحب واعتبرها شقاوة من شقاوات الصحافة.
واختتم حمدي رزق مقاله ليقول إن الشيخ الشعراوى يظل حالة مختلفا عليها، اختلف عليها المختلفون، خالفه الشيخ كشك، واختلف معه الدكتور فؤاد زكريا، وبينهما صاحب الاختلاف الكبير توفيق الحكيم، اختلفوا على الشعراوى ومعه، ولكنه كان دوماً محل احترام من المختلفين.
متابعون ومحللون للمشهد الإعلامي عامة وحديث وتوقيت تصريحات مفيد فوزي خاصة أبدوا انزعاجهم بالقول إن مفيد إنحسرت عنه الأضواء قليلاً مؤخرًا بعدما كان حديث الصحافة والإعلام الرسمي على مدار سنوات وهو ناقم على الإسلام السياسي برمته وشخوصه ونماذجه حتى المعتدلة منها، وهجومه غير المرر على الشعراوي أبرز هذه المعارك التي دخلها صاحب حديث المدينة ليخرج صفر اليدين ويحقق طموحه في أن يكون حديث المدينة في صدى البلد .