بعد أيام عديدة من محاربة فيروس كورونا المستجد، استطاعت مصر أن تسجل أعلى نسبة شفاء من وباء كورونا، بحسب منظمة الصحة العالمية في تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، وفقًا لما قاله هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء.
وأضاف المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في منشور له على فيس بوك، اليوم، أن أعلى نسبة تحول من إيجابي إلى سلبي حتى الآن مسجل باسم مصر.
أستاذ الفيروسات: ارتفاع نسب الشفاء بسبب كفاءة مراكز العلاج والتعامل بالبروتوكلات الحديثة
وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور محمد عز العرب أستاذ الفيروسات، وخبير الأمراض المعدية بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، إن وصول مصر لهذه النسب العالية من الشفاء، جاء نتيجة الإجراءات الطبية المعتمدة بحسب البروتوكولات المصرية والعالمية التي تتبعها.
وأضاف عز العرب، لـ"الوطن"، أن مصر تطبق بروتوكول التعامل مع حالات كورونا، والذي جرى تعديله، الأحد الماضي، ليتوافق مع تطبيقات الأبحاث التي أجريت على مستوى العالم، ما ساهم في ارتفاع نسبة تحول عدد من الحالات من موجبة إلى سالبة.
وأشار خبير الفيروسات إلى أنه على الرغم من عدم وجود دواء رسمي للفيروس التاجي، فإن مصر تعالج حاليًا بمركب "الهيدروكسي كلوروكين" وغيره، وهو ما تستخدمه دول كثيرة؛ للتقليل من مخاطر وباء كورونا، وهي محاولات حققت نجاحات جيدة.
وتابع: "وصول مصر لأعلى نسبة شفاء من كورونا في العالم هو علامة مضيئة وسط الضباب الذي يحيط بالعالم كله في تلك الآونة".
أستاذ أمراض معدية: وعي المصريين ومعدل الأعمار الصغير من أسباب نسب الشفاء العالية
من جانبه، قال الدكتور حسني سلامة خبير الأمراض المعدية، وأستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب قصر العيني، إن صوول مصر لهذه المرحلة المتقدمة في مواجهة الفيروس، يدل على تفوق مستشفيات العزل والحميات في مصر، والنظام المحكم في تقصي الحالات.
وأضاف سلامة، لـ"الوطن"، أن المراكز العلاجية تعمل بكفاءة وبما يتوافق مع مسألة الكشف على الفيروس على الفئات المستهدفة، خصوصًا مرضى أمراض الصدرية والحميات، لمواجهة سرعة انتشار الوباء العالمي.
وأوضح أستاذ الأمراض المعدية، أن أعمار الأشخاص المصابة في مصر ساهم في تلك النسبة بشكل كبير، فنجد أن أغلب الإصابات جاءت للشباب في سن صغير، ممن يتمتعون بصحة جيدة، على عكس الوفيات القليلة التي حدثت سنجدها تتراوح بين الأعمار الكبيرة، ومنهم أصحاب أمراض مزمنة مثل مشاكل القلب والسكر تصلب الشرايين.
وتابع بأنه بالنظر إلى سكان دولة تعاني من انتشار الفيروس بكثافة عالية مثل إيطاليا، سينجد إن نسبة كبار السن هناك تصل لـ23% من السكان، وهو ما يعد رقم ضخم يساهم في زيادة معدل الوفيات هناك، على عكس الحال في مصر، وهو أحد أسباب نسب الشفاء العالية هنا.
وأرجع سلامة ارتفاع معدل الحالات التي تم شفاؤها في مصر، إلى زيادة الوعي لدى المصريين، خصوصًا في الآونة الأخيرة بعدما شعروا بخطورة الأمر، متوقعًا أن تزداد نسب الشفاء العالية أكثر، خلال الأسبوع المقبل.