كان مجمع مواقف مدينة دمنهور يعج بالمارة كعادته، مابين طالب قادم أو مسافر إلى جامعته، وموظف يسارع الخطى لاستقلال وسيلة تنقله إلى عمله، حركة دؤوبة وصخب شديد يختلط فيهما أصوات أبواق السيارات بصيحات المنادين لتحميل الركاب، وفجأة انطلق بالمكان دوي رصاصتين ليتسمر الجميع في أماكنهم ويسود الصمت التام لبرهة في محاولة لإدراك ما يحدث.
دراجة بخارية يستقلها شخصان تفر مسرعة نحو البوابة الخارجية، ومن خلفها رجل ستيني ملقى مضرجًا في دمائه لا تظهر عليه بوادر للحياة، مشهد لم يتطلب الأمر معه سوى لحظات قليلة ليدرك الموجودون وقوع جريمة قتل في وضح النهار وسط واحدًا من أكثر الأماكن ازدحامًا بمحافظة البحيرة، والذي لا يبعد سوى أمتارًا عن قسم شرطة دمنهور.
وصلت الشرطة للمكان وتبين وجود جثة "خليل . إ.ب" 64 سنة - بالمعاش ومقيم بمدينة دمنهور، مسجاة على الأرض بجوار المبنى الإداري لمجمع المواقف، وبمناظرتها تبين وجود إصابتين عبارة عن طلق ناري بالوجه وآخر بالرقبة.
روى نجل المتوفى "أحمد" 24 سنة - طبيب بشري، تفاصيل الجريمة التي وقعت أمس الأحد، قائلا: "أثناء تواجد والدي بموقف دمنهور العمومي لاستقلال سيارة أجرة، اصطدم به شخصان مجهولان يستقلان دراجة بخارية بدون لوحات معدنية به ودفعاه أرضًا، وأطلق أحدهما أعيرة من سلاح ناري تجاهه مما أدى لإصابته والتي أودت بحياته ليفرا عقب ذلك".
واتهم أحمد، كل من "عبدالوهاب.ع" 55 سنة – فلاح، و"عبدالحكيم. ن" 54 سنة – فلاح بالإضافة إلى نجلي الأول واثنين آخرين، وجميعهم مقيمين بقرية أبويحيى، مركز شبراخيت، بارتكاب الواقعة والتحريض عليها وجود خلافات سابقة بينهم.
يذكر أنه في أكتوبر الماضي حدثت مشاجرة بين عائلتي "بركات، الفضلي" بالقرية محل إقامتهم لخلافات بسبب الجيرة، ولهو الأطفال نتج عنها وفاة "رضا.س" 45 سنة - فلاح "نجل عم المتهمين" متأثرًا بإصابته بنزيف في المخ وكدمات، إثر تعدي كل من: شقيقي المتوفى "جمال " 54 سنة، فلاح ، وسامي 57 سنة، فلاح، واثنين آخرين من عائلة بركات عليه بالضرب بالعصي، والمحبوسين على ذمتها حتى تاريخه.
تمكن ضباط وحدة مباحث القسم من ضبط المتهمين الأول والثاني، وجار ضبط الباقين، وتباشر النيابة التحقيقات.
