تحطمت طائرة إثيوبية طراز “بوينج 737- 800” قرب بلدة بيشوفتو على بعد نحو 62 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة أديس أبابا، صباح الأمس، مما أسفر عن مصرع 157 شخصًا وهم كل من كانوا على متنها في الرحلة “إي تي 302″، ومن بينهم 6 مصريين، كانوا متجهين إلى العاصمة الكينية نيروبي.
إلى هنا هذا خبر مؤلم يُدمي القلوب على عشرات الضحايا، وخاصة الستة مصريين ممن كانوا على متن الطائرة المنكوبة، والذين بالبحث عن أسمائهم وتاريخهم وأعمالهم، نجد هناك فرضية إضافية إلى جانب الحادث القدري، تطرح سؤالًا مفاده: هل هُناك شبهة جنائية في حادث الطائرة الإثيوبية؟
الضحايا المصريون
بالنظر إلى أسماء الـ6 ضحايا، نجد أولًا الدكتور أشرف التركي، رئيس قسم بحوث تصنيف الحشرات بمعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، وباحثين مساعدين من مركز بحوث الصحراء وهما المهندسة دعاء عاطف عبدالسلام، والمهندس عبدالحميد فراج مجلي نوفل من شعبة الإنتاج الحيواني.
الدكتور أشرف التركي
لنبدأ من الدكتور أشرف تركي، واحد من أهم الباحثين في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، والذي يرأس قسم يُعد صمام الأمان في الحفاظ على البيئة المصرية، فضلًا عن كونه مسؤولًا عن قسم يضم أكبر مجموعة حشرية بالشرق الأوسط بها ما يقرب من 6000 نوع تابعة لـ1800 جنس تحت 200 عائلة فى 19 رتبة.
وصف قسم تصنيف الحشرات من موقع مركز البحوث الزراعية
الدكتور أشرف التركي يُعد واحدًا من أهم العلماء المصريين في مجاله، وله العشرات من الأبحاث الهامة جدًا فيما يتعلق بدراسات الفونا المصرية، وكل ما يرتبط بأمور الحجر الزراعي وتطوير المحاصيل، فضلًا عن علاقاته بعلماء أجانب في مجاله.
الطائرة كانت تقل أيضًا الباحثين المساعدين، المهندس عبد الحميد فراج، والمهندسة دعاء عاطف عبد السلام، اللذان كانا في طريقهما إلى العاصمة الكينية، نيروبي، في مهمة عمل خاصة بالتحسين الوراثي للإنتاج الحيواني والنباتي، رفقة الدكتور أشرف التركي.
المهندس عبدالحميد فراج مجلي
الباحثة دعاء عاطف
الباحثان المساعدان المصريان، الأولى تعمل بمركز بحوث الصحراء، والثاني يعمل بشعبة الإنتاج الحيواني، وإيفاد مصر لهما إلى كينيا، خاصة في ظل مساعي مصر الحثيثة للدخول في عمق إفريقيا بالتزامن مع رئاستها للاتحاد الإفريقي، ليس محل صدفةً أو مجاملةً، وإنما بشهادات جميع زملائهما فهما من أهم الباحثين الشباب في مصر.
منشور دعاء عاطف عن الموت
منشور دعاء عاطف عن الموت
المترجمتان سوزان أبو الفرج وعصمت عرنسة، ضحيتان أخريتان كانتا على متن الطائرة الإثيوبية المنكوبة، وهما من أهم المترجمات اللاتي يعملن بالاتحاد الإفريقي.
المترجمتان لهن باع في الترجمة بالعديد من الهيئات الدولية الكبر وليس الاتحاد الإفريقي فقط، وكانتا في طريقهما إلى نيروبي في مهمة عمل رسمية تابعة للاتحاد الإفريقي، بحسب المعلومات المتاحة.
عصمت عرنسة
سوزان أبو الفرج
الضحية السادسة كان نصار العزب، أحد أبرز المبرمجين في إدارة الحاسب الآلي ببنك مصر، والذي كان يعمل بمنظمة “فيزا” العالمية، والذي كان في طريقه إلى العاصمة الكينية، نيروبي، لحضور مؤتمر خاص بالمنظمة.
ناصر العزب، وفق شهادات كُتبت عنه من أصدقاءه على “فيس بوك”، كان واحدًا من أنبغ المبرمجين المصريين، الأمر الذي أهله أن يكون ممثلًا عن منظمة “فيزا” العالمية في مؤتمر نيروبي.
ناصر العزب
الطائرة الإثيوبية المنكوبة، كانت تقل جنسيات مختلفة، كانت في طريقها من إثيوبيا إلى كينيا لحضور فعاليات هامة، مثل قمة النيباد ومؤتمر شركة فيزا والعمل على تطوير الإنتاج الحيواني والبحثي في كينيا، الأمر الذي يُعدد الأسئلة حول سقوط الطائرة بعد دقائق من إقلاعها.
أمريكا تحذر رعايا من السفر يوم الحادث قبل وقوعه بيومين !
السفارة الأمريكية في أديس أبابا، نشرت تحذيرًا يوم 8 مارس، أي قبل الحادث بيومين، حذرت وبشدة رعاياها ومسؤوليها في إثيوبيا من التوجه إلى المطار واستقلال أي طائرة يوم 10 مارس.
وزعمت السفارة الأمريكية في بيانها، أنها على علم بدعوات إلى تنظيم احتجاجات يوم الأحد 10 مارس في ساحة مسكل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مضيفةً أنها لا تعلم إن كانت الاحتجاجات قد صادقت عليها السلطات الإثيوبية أو سيتم الموافقة عليها.
ولفتت السفارة الأمريكية، إلى أنه قد حدثت احتجاجات بالفعل في أجزاء كثيرة من منطقة أوروميا في 6 مارس، مُرجحة أنه قد تتحقق احتجاجات إضافية.
وحذرت سفارة أمريكا بإثيوبيا، موظفي السفارة ورعاياها من تجنب ساحة ميسكل والحد من الحركة حول أديس أبابا يوم الأحد 10 مارس، كما حذرت المسافرين الحكوميين الأمريكية بعدم الوصول إلى مطار بولي الدولي أو مغادرته.
وبالبحث عن أي دعوات للاحتجاج في ساحة مسكل بأديس أبابا، أو نية المتظاهرين تنظيم مسيرات في هذا اليوم، فلم نجد أي أخبار في هذا الصدد، كما لم نجد أخبار تتعلق بتحذيرات لسفارات أجنبية في إثيوبيا من يوم الأحد 10 مارس، سوى السفارة الأمريكية، الأمر الذي يمنح السؤال عن شبهة جنائية تتعلق بالحادث، أمر مشروع.
