خسوف "القمر الدموي" في التلمود الإسرائيلي نذير حرب يهودية كبرى
الخسوف الدموي للقمر أو "القمر الدموي" ظاهرة فلكية تظهر، الليلة، في معظم أنحاء العالم، في أطول خسوف للقمر سيشهده القرن الـ21. وقالت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إن الخسوف الكلي سيستغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن سيسبقه وسيليه خسوف جزئي، مما يعني أن القمر سيمضي في المجمل ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض، بحسب "رويترز".
ويرصد العالم بشغف ظاهرة "القمر الدموي" الفلكية لأسباب عدة، منها دراسة الظاهرة والتقاط الصور للقمر الأحمر النادر، إلا أن الأمر مختلف على واقع الشخص اليهودي المتدين، الذي يجد في هذه الظاهرة الفلكية نذير لحرب كبرى ونهاية العالم. ويستمد اليهودي المتدين اعتقاده حول "القمر الدموي" من كتبه المقدسة مثل "التناخ" (العهد القديم) والتلمود وكتاب "الزوهار".
في كتاب العهد القديم، المصدر الأول للتشريع اليهودي، ذكرت ظاهرة القمر الدموي مرتبطة بالغضب الإلهي، في سفر "يوئيل" الإصحاح الثالث "الشمس تتحول إلى الظلام والقمر إلى الأحمر قبل أن يأتي يوم الرب العظيم ونوره".
وفي كتاب التلمود، ورد ذكر خسوف القمر مقترن أيضا مع كسوف الشمس، في "مسخت سوكّا 29/1" (باب العريشة أو المظلة29/1): "شرع الحكماء أنه وقت كسوف الشمس دلالة سيئة لعبدة النجوم، ووقت خسوف القمر دلالة سيئة لكارهي إسرائيل (شعب بني إسرائيل)"، وهذا التشريع بمثابة إشارة واضحة لليهودي المتدين، الذي يعتمد في حركة القمر حول الأرض في تحديد الشهور والسنين العبرية، أو ما يعرف بالتقويم العبري، بأن حدث ما كبير سيحدث، ويستطرد التلمود البابلي في أن الحدث الكبير الذي سيحدث هو حرب كبيرة فيقول المفسرون في "مسخت سوكّا 29/1" إنه إذا ظهر مثل الدم "فإن الخراب يأتي إلى العالم"، ويؤكد المفسرون أن سيكون هناك "حرب دموية كبيرة".
وكتاب التلمود هو المصدر الثاني للتشريع اليهودي، عند "الربانيين"، ويطلقون عليه "التوراة الشفوية"، حيث يعتقدون أن هناك توراة مكتوبة وأخرى شفوية نزلا على سيدنا موسى، ودونت التوراة الشفوية (المشناه) في وقت لاحق من القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثالث الميلادي، وأضيفت عليها الشروح (الجمارا) ليكونا معا كتاب التلمود، وفقا لكتابي "مدخل لدراسة التلمود" للدكتورة ليلى أبو المجد، وكتاب "التلمود كتاب اليهود المقدس" للدكتور أحمد ايبش.
أما في "القبالاه"، أو ما يسمى بالتصوف اليهودي، فورد في كتاب "الزوهار"، أنه عندما يحث الخسوف للقمر المكتمل فهو علام سيئة للإسرائيليين، وفقا لموقع "يهودوت" المتخصص في الديانة اليهودية. وكتاب "الزوهار" هو أهم كتب التراث "القبالي"، وهو تعليق صوفي مكتوب بالآرامية على المعنى الباطني للعهد القديم.
وقال أندرو فابيان أستاذ علم الفلك بجامعة "كمبردج" عن ظاهرة الخسوف التي تحدث الليلة: "يطلق عليه القمر الدموي، لأن نور الشمس يخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقه إلى القمر والغلاف الجوي للأرض يحوله إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب"، وفقا لشبكة "سكاي نيوز".
وعندما يتحرك القمر إلى الظل المخروطي الشكل للأرض، فإنه يتحول من كونه مضاء بنور الشمس إلى كونه مظلما. لكن بعض الضوء سيصل إلى القمر لأنه ينكسر بفعل الغلاف الجوي للأرض. وقال فابيان: "لو كنت تقف على سطح القمر أثناء هذا الخسوف فسترى الشمس ثم ستعترض الأرض الطريق لتحجب الشمس، ستبدو حافة الأرض متوهجة لأن الغلاف الجوي يكسر الضوء".
ينتظر العالم موعده مع أطول ظاهرة فلكية، خسوف القمر أو القمر الدموي، والتي ستستمر لأكثر من 100 دقيقة.