في سابقة ليست الأولى، واستمرارا لسياسة الاصطياد في الماء العكر، لجأت وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي إلى الترويج لأكاذيب ومعلومات مغلوطة بخصوص ما ورد في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال القمة العربية التي عقدت بمدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، حينما أدان استهداف ميليشيات الحوثي الممولة إيرانيا للملكة بصواريخ "بالستيكية".
خبير استراتيجي: السيسي زميل كلية الحرب الأمريكية وتأثر بالمصطلحات العسكرية من مصادرها الأجنبية
وقال السيسي خلال الكلمة: "إن مصر لن تقبل قيام عناصر يمنية بقصف الأراضي السعودية بصواريخ بالستيكية".
وبالبحث وجد أن مصطلح "صواريخ بالستيكية" هو الأصح في النطق، حيث إن جميع الموسوعات العالمية ومنها "دائرة المعارف البريطانية" تصف هذا النوع من الصواريخ بالتعريف ذاته "Ballistic missile".
أما المصادر العربية فاتفقت مع الأمر ذاته، حيث وصف كتاب "تطور الصناعات العسكرية: الأردن نموذجا" تأليف محمد موفق الضمور الصواريخ البالستيكية، في الصفحة 42 بأنها ضمن السلحة التي تستخدمها القوات البرية في الجيوش، وأعطى أمثلة منها مثل الصاروخ ظافر والقاهرة والرائد وصاروخ صقر.
كتاب "تطور الصناعات العسكرية" ذكر المصطلح صراحة.. وأعطى أمثلة منها بصواريخ "ظافر" و"القاهرة" و"صقر"
واعتاد المحللون الاستراتيجيون اليمنيون، الاستعانة بهذا المصطلح وهذا ما ظهر جليا عند استضافة قناة "أبوظبي" الإماراتية لضابط يمني للتعليق عن استهداف الحوثيين للمقاومة الجنوبية بالصواريخ "بالستيكية".
فيما قال العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، إنه من غير الوارد أن يخطئ رئيس ذو خلفية عسكرية تولى مناصب عديدة مثل وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة والمخابرات الحربية، وقبل الوصول إلى هذه المناصب قاد لواءً عسكريًا وكتائب، في مصطلح خاص بالصواريخ.
"دائرة المعارف البريطانية" تعرف هذا النوع من الصواريخ بـ"Ballistic missile".. وقائد عسكري في اليمن تحدث عن استخدام الحوثيين لـ"الصواريخ البالستيكية" في عملياتهم التخريبية
وأضاف راغب لـ"الوطن": "جميع الكلمات ذات المصادر الإنجليزية يتأثر بها العسكريون الذين درسوا في الخارج، حيث إن الرئيس عبدالفتاح السيسي زميل كلية الحرب العليا بالولايات المتحدة الأمريكية ودرس بها لمدة عام كامل".
وأوضح أن هناك كلمات مثل "لوجستي"، و"لوجستيك" يختلف عليها الخبراء العسكريون، وما قاله السيسي اليوم، هو المصطلح الذي جاء في تفكيره، ويوجد الكثير من المحللين الاستراتيجيين والخبراء العسكريين في الدول العربية يستخدمون نفس المصطلح.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أنه متخصص في نظم التسليح وحينما يتحدث مع زميل آخر متخصص يتفقان على مصطلح واحد من أجل المفهوم، مشيرا إلى أن جميع الموسوعات العالمية تشير إلى المصطلحين في وقت واحد، والمرجع في هذا الشأن ليس اللغة ولكن ما تحدده الأكاديميات العسكرية لا أحد آخر
وشدد راغب، على أن الكلمة صحيحة ولكن ليست قضية من ليس على دراية بها، وهذا ما حدث من الإعلام الإخواني، حيث بثه موقع تابع لتنظيم الإخوان الإرهابي وقام باجتزائه ثم نشرته اللجان الإلكترونية الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي، لينتهي الأمر بالقنوات التي تبث من تركيا على المتاجرة بالفيديو، وهذا دليل واضح أن كثير من الموضوعات في القمة العربية كان من الممكن انتقادها لكن الإخوان ركزوا على موضوع لا يستحق المناقشة، لأن لديهم فكرة الإساءة للمؤسسة العسكرية ورئيس الجمهورية.